أعلنت شركة الطيران الأثيوبية أنها لا تستبعد أي فرضية وراء سقوط طائرتها في بيروت في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، "بما في ذلك العمل التخريبي" وذلك بانتظار ظهور النتائج النهائية للتحقيقات، وذلك بعد يومين من إشارة وزير الصحة اللبناني، جواد خليفة، إلى أن الطائرة "انفجرت في الجو."
وجرى ذلك في الوقت الذي بدأت فيه عمليات تحليل الصندوق الأسود الخاص بالتسجيلات الصوتية في فرنسا، بينما تتواصل جهود انتشال الصندوق الثاني الذي يحتوي بيانات الرحلة التي سادت حولها الكثير من الشائعات في الأوساط الإعلامية اللبنانية حول احتمال استهدافها بسبب وجود شخصيات من حزب الله على متنها، قبل أن ينفي الحزب ذلك.
وقال بيان للطيران الأثيوبي أن الحادث الذي أدى إلى مقتل 83 راكباً وسبعة من أفراد الطاقم بعد سقوط الطائرة في البحر بعد دقائق من إقلاعها: "لا يمكن أن يشهد استبعاد فرضية العمل التخريبي فيه قبل ظهور نتائج التحقيق.
ولكن الشركة دعت إلى "عدم استباق النتائج،" وأشارت في بيان لها إلى أن "التحقيق لا يزال في بداياته، ومن المبكر جدا استخلاص أسباب الحادث."
بالمقابل، أعلن الجيش اللبناني العثور على قاعدة الصندوق الأسود الثاني التابع للطائرة الأثيوبية المنكوبة وانتشاله الأربعاء، قبل أن يتبين أن الجزء المتعلق بذاكرة مسجل محادثات قمرة القيادة مفصولا عنه.
وفي وقت لاحق، ذكر وزير الأشغال العامة والنقل، اللبناني، غازي العريضي، أن الصندوق الأسود الذي تم انتشاله "تنقصه قطعة أساسية،"وأشار إلى "أن الغطاسين في فوج المغاوير في الجيش اللبناني يقومون حاليا بالتفتيش عن هذه القطعة في أعماق البحر وفي المكان نفسه الذي وجد فيه الصندوق،" وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
وكانت الأيام الأولى لسقوط الطائرة المنكوبة قد شهدت رواج الكثير من الشائعات حول وجود عمل تخريبي، وذلك بعدما ذكرت تقارير صحفية لبنانية أن وفداً رفيع المستوى من حزب الله، يقوده رئيس هيئة حزب الله التنفيذية، هاشم صفي الدين، وهو قريب الأمين العام للحزب، حسن نصرالله، كان على متنها.
وقد نفى حزب الله لاحقاً هذه التقارير، مشيراً إلى أن أحد نوابه، وهو نوار الساحلي، كان يخطط للسفر على هذه الرحلة، ولكن أجّل سفره في اللحظة الأخيرة بسبب جلسة كانت مقررة لمجلس النواب.
كما لم تخل عمليات الإنقاذ من الأبعاد السياسية، حيث انتقدت وسائل إعلام مقربة من حزب الله دخول وحدات من الأسطول السادس الأمريكي في العملية، ملمحة إلى أن الأخيرة كانت تستغل فرصة وجودها على الساحل اللبناني لإجراء مسح بحري له.